Book: Dalail an-Nubuwwah by Bayhaqi

باب الرقية [١] بكتاب الله عز وجل، وما جعل الله عز وجل فيه من الشفاء حتى ظهرت آثاره.

Chapter: Chapter of Incantation [1] in the Book of Allah Almighty, and what Allah Almighty has put in it of healing until its effects appeared.

Volume: 7 (Page:88)

English:

Arabic:

بَابُ الرُّقْيَةِ [ (١) ] بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مِنَ الشِّفَاءِ حَتَّى ظَهَرَتْ آثَارُهُ.أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنُ قَتَادَةَ، وَأَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ[ (١) ] الرّقية هي الدعاء وثبت أن رسول الله صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يرقي الأطفال، ورقياه كانت دعاء لهم وتلاوة القرآن الكريم تبركا به، ولم يكن يوجد فيما كان يرقي به اسم لشيطان، او ملك، او مناجاة روح او سحر.وقد روى ابو داود في سننه في كتاب الطب، باب كيف الرقي، الحديث (٣٨٩٢) من حديث أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل:ربنا الله الذي في السماء، تقدّس اسمك وأمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، واغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من عندك، وشفاء من شفائك على هذا الوجع. فيبرأ بإذن الله» .وفي صحيح مسلم- عن أبي سعيد الخدري-: «أن جبريل عليه السّلام أتى النبي صلّى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، اشتكيت؟ قال: نعم. فقال جبريل عليه السّلام: باسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك» .فإن قيل: فما تقولون في الحديث الذي رواه أبو داود: «لا رقية إلا من عين او حمة» ، والحمة:ذوات السّموم كلها؟فالجواب: أنه صلّى الله عليه وسلم لم يرد به نفي جواز الرقية في غيرها، بل المراد به: لا رقية اولى وأنفع منها في العين والحمة. ويدل عليه سياق الحديث، فإن سهل بن حنيف قال له لما اصابته العين: او في الرقي خير؟ فقال: «لا رقية إلا في نفس او حمة» ، ويدل عليه سائر أحاديث الرّقي العامة والخاصةوقد روى أبو داود من حديث انس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم، «لا رقية إلا من عين، أو حمة، أو دم لا يرقأ» .وفي صحيح مسلم عنه أيضا: «رخص رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الرّقية من العين والحمة والنملة» .

Volume: 7 (Page:89)

English:

Arabic:

[ () ] قال ابن قيم الجوزية في الطب النبوي صفحة (٣١٦) وما بعدها (الطبعة الخامسة) من تحقيقنا ما يلي:(فمن التعوذات والرقي) : الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي.(ومنها) : التعوذات النبوية: نحو: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. ونحو: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لأمة. ونحو: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان.(ومنها) : أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.(ومنها) : اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامات، من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك.(ومنها) : أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهنّ بر ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى- ما علمت منها وما لم أعلم- من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر كل ذي شرّ لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم.(ومنها) : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت، وأنت ربّ العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، اعلم ان الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم وان شاء قال: تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شيء، واعتصمت بربي ورب كل شيء، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوق، حسبي الرازق من المرزوق، حسبي الله هو حسبي، حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا وليس وراء الله مرمى، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم.ومن جرب هذه الدعوات والعوذ: عرف مقدار منفعتها، وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع وصول اثر العائن وتدفعه بعد وصوله، بحسب قوة إيمان قائلها، وقوة نفسه واستعداده، وقوة توكله وثبات قلبه، فإنها سلاح، والسلاح بضاربة.(فصل) وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين، فليدفع شرها بقوله: اللهم بارك عليه، كماقال النبي صلّى الله عليه وسلم، لعامر بن ربيعة- لما عان سهل بن حنيف-: «ألا بركت» ، أي قلت:اللهم بارك عليه.

Volume: 7 (Page:90)

English:

Arabic:

إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا فِي سَفَرٍ، فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ، فَلَمْ يُضَيِّفُوهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ رَجُلٌ: هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ مُصَابٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ:نَعَمْ، فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ الرَّجُلُ فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنْمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. فَتَبَسَّمَ، قَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ إِنَّهَا رُقْيَةٌ» ، ثُمَّ قَالَ: «خُذُوا مِنْهُمْ وَاضْرِبُوا إِلَيَّ بِسَهْمٍ مَعَكُمْ» .رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ أبي بشر[ (٢) ] .[ () ] ومما يدفع به إصابة العين، قول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله. روى هشام بن عروة عن أبيه: أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه- قال: «ما شاء الله لا قوة إلا بالله» .ثم قال ابن القيم:(فصل) ومن الرّقي التي ترد العين، ما ذكر عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ التياحيّ: «أنه كان في بعض أسفاره للحج او الغزو، على ناقة فارهة، وكان في الرّفقة رجل عائن قلّما نظر إلى شيء إلا أتلفه. فقيل لأبي عبد الله: احفظ ناقتك من العائن. فقال: ليس له إلى ناقتي سبيل. فأخبر العائن بقوله، فتحيّن غيبة أبي عبد الله: فجاء الى رحله، فنظر الى الناقة، فاضطربت وسقطت. فجاء ابو عبد الله، فأخبر: أن العائن قد عانها، وهي كما ترى فقال: دلوني عليه. فدل، فوقف عليه: وقال باسم الله، حبس حابس، وحجر يابس وشهاب قابس، رددت عين العائن عليه، وعلى أحب الناس إليه، فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ فخرجت حدقتا العائن، وقامت الناقة لا بأس بها» .[ (٢) ] أخرجه البخاري في: ٧٦- كتاب الطب (باب) النفث في الرقية، فتح الباري (١٠: ١٩٨) .وأخرجه مسلم في: ٣٩- كتاب السلام، (باب) جواز أخذ الأجرة على الرقية، النووي على مسلم (٥: ٤٣٨) .والحديث أخرجه الأربعة (أيضا) في السنن كلهم في الطب.

Volume: 7 (Page:91)

English:

Arabic:

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ:حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ وَعِنْدَهُمْ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: أعندك[ () ] وقال ابن القيم في تأثير الرقي بالفاتحة ما يلي:وفي تأثير الرقي بالفاتحة وغيرها، في علاج ذوات السموم، سرا بديع، فإن ذوات السموم أثرت بكيفيات نفوسها الخبيثة كما تقدم، وسلاحها: حمتها التي تلدغ بها، وهي لا تلدغ حتى تغضب، فإذا غضبت: ثار فيها السموم، فتقذفه بآلتها. وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء، ولكل شيء ضدّا. ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي، فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال- كما يقع بين الداء والدواء-: فتقوى نفس المرقي وقوته بالرقية على ذلك الداء، فيدفعه بإذن الله. ومدار تأثير الأدوية والأدواء، على الفعل والانفعال. وهو كما يقع بين الداء والدواء الطبيعيين، يقع بين الداء والدواء الزوجانيين، والروحاني والطبيعي. وفي النفث والتفل استعانة بتلك الرطوبة والهواء، والنفس المباشر للرقية والذكر والدعاء. فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه، فإذا صاحبها شيء من أجزاء باطنه- من الريق والهواء والنفس-: كانت أتم تأثيرا، وأقوى فعلا ونفوذا، ويحصل بالازدواج بينهما كيفية مؤثرة، شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية.وبالجملة: فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة، وتزيد بكيفية نفسه، وتستعين بالرقية وبالنفث على إزالة ذلك الأثر. وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى، كانت الرقية أتم، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها. وفي النفث سر آخر: فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة. ولهذا تفعله السحرة، كما يفعله اهل الإيمان. قال تعالى: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ. وذلك لأن النفس تتكيف بكيفية الغضب والمحاربة، وترسل أنفاسها سهاما لها، وتمدها بالنفث والتفل الذي معه شيء من ريق مصاحب لكيفية مؤثرة. والسواحر تستعين بالنفث استعانة بينة: وإن لم يتصل بجسم المسحور، بل ينفث على العقدة ويعقدها ويتكلم بالسحر، فيعمل ذلك في المسحور: بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة، فتقابلها الروح الزكية الطيبة، بكيفية الدفع والتكلم بالرقية، وتستعين بالنفث، فأيهما قوى كان الحكم له. ومقابلة الأرواح بعضها لبعض ومحاربتها وآلتها، من جنس مقابلة الأجسام ومحاربتها وآلتها سواء. بل الأصل في المحاربة والتقابل للأرواح.والأجسام آلتها وجندها. ولكن: من غلب عليه الحسّ لا يشعر بتأثيرات الأرواح وأفعالها وانفعالاتها لاستيلاء سلطان الحسن عليه، وبعده من عالم الأرواح وأحكامها وأفعالها.والمقصود: أن الروح إذا كانت قوية، وتكيفت بمعاني الفاتحة، واستعانت بالنفث والتفل-:قابلت ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة، فأزالته. والله أعلم.

Volume: 7 (Page:92)

English:

Arabic:

شَيءٌ تُدَاوِي بِهِ هَذَا؟ فَإِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ. قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ فَبَرَأَ، فَأَعْطَاهُ مِائَةَ شَاةٍ. فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:«كُلْ فَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ، فَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ»[ (٣) ] .أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ابن حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُهُ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ [ (٤) ] ، وَكَانَ تُعْجِبُهُ خِدْمَتُهُ، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ يَهُودُ حَتَّى سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم [ (٥) ] ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذُوبُ وَلَا يَدْرِي مَا وَجَعُهُ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ. إِذْ أَتَاهُ مَلَكَانِ [ (٦) ] ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ: مَا وَجَعُهُ؟[ (٣) ] أخرجه ابو داود في: كتاب البيوع: الاجارة، (باب) كسب الأطباء، الحديث (٣٤٢٠) ، ص (٣:٢٦٦) ، وأعاده في كتاب الطب، بَابُ مَا جَاءَ فِي الرقي، الحديث (٣٨٩٦) ، ص (٤: ١٣) ، وأخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (٥: ٢١١) .[ (٤) ] لبيد بن اعصم، وفي روايات اخرى: من بني زريق، وهم بطن من الأنصار مشهور من الخزرج، وكان بين كثير من الأنصار، وبين كثير من اليهود قبل الإسلام حلف وودّ، فلما جاء الإسلام ودخل الأنصار فيه تبرؤا منهم، والسنة التي وقع فيها السحر. سنة سبع قاله الواقدي.[ (٥) ] قال الإمام احمد: سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وأقام فيه ستة أشهر، وقال الاسماعيلي: أربعين يوما، وأنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وزعموا انه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، لأن كل ما أدى إلى ذلك فهو باطل، وتجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع، وردّ ذلك عليهم بقيام الدليل على صدقة فيما بلغه من الله تعالى، وعلى عصمته في التبليغ، وأما ما يتعلق ببعض امور الدنيا التي لم يبعث لأجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض.وقال عياض: «السحر تسلّط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده» .[ (٦) ] سماهما ابن سعد في رواية منقطعة: «جبرائيل وميكائيل عليهما السلام» .

Volume: 7 (Page:93)

English:

Arabic:

قَالَ: الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ مَطْبُوبٌ [ (٧) ] . قَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ، قَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ: بِمَ طَبَّهُ؟ قَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ بِمِشْطٍ وَمِيشَاطَةٍ [ (٨) ] ، وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ [ (٩) ] بِذِي ذَرْوَانَ [ (١٠) ] ، وَهِيَ تَحْتَ رَاعُوفَةَ الْبِئْرِ [ (١١) ] .فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا عَائِشَةَ، فَقَالَ «يَا عَائِشَةُ! أَشَعَرْتِ أنَّ الله- عز وجل- قَدْ أَنْبَأَنِي بِوَجَعِي» ؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَغَدَا مَعَهُ أَصْحَابُهُ إِلَى الْبِئْرِ، فَإِذَا مَاؤُهَا كَأَنَّهُ نُقُوعِ الْحِنَّاءِ [ (١٢) ] ، وَإِذَا نَخْلُهَا- الَّذِي يَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا- قَدِ الْتَوَى سَعَفُهُ كَأَنَّهُ رؤوس الشياطين[ (١٣) ] .[ (٧) ] (مطبوب) أي مسحور، يقال: طبّ الرجل إذا سحر، فقد كنوا عن السحر بالطب، وقال ابن الأنباري: «الطب من الأضداد، يقال لعلاج الداء: طب، والسحر من الداء فيقال له طب.[ (٨) ] (في مشط ومشاطة) : المشط وهو الآية المعروفة التي يسرح بها الرأس واللحية، والمشط: العظم العريض في الكتف، وسلاميات القدم مشط، ونبت صغير يقال له: مشط الذئب.قال القرطبي: يحتمل أن يكون الذي سحر فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم أحد هذه الأربعة» .والمشهور أنه الأول، أما (المشاطة) : فهو ما يخرج من الشعر عند التسريح، وفيه اختلاف.[ (٩) ] (جفّ طلعة ذكر) وعاء طلع النخل، وهو الغشاء الذي يكون عليه، وقال شمر: الجف يطلق على الذكر والأنثى، فلذلك وصفه بقوله ذكر، والطلع ما يطلع من النخل، وهو الكم، قبل ان ينشق، ويقال: ما يبدو من الكمء طلع أيضا، وهو شيء أبيض.[ (١٠) ] (بذي ذروان) وفي بعض النسخ: بذي أروان، وهو اسم البئر.[ (١١) ] (تحت راعوفة البئر) : راعوفها وأرعوفها حجر تأتي على رأسها.[ (١٢) ] (نقوع الحناء) أراد ان ماء هذا البئر لونه كلون الماء الذي ينقع فيه الحناء يعني احمر.وقال القرطبي: «كان ماء البئر تغير إما لرداءته وطول إقامته، وإما لما خالطه من الأشياء التي ألقيت في البئر.[ (١٣) ] (كأنها رؤوس الشياطين) في منظرها، وسماجة شكلها، وهو مثل في استقباح الصورة.قال القراء: فيه ثلاثة أوجه:(أحدها) أن يشبه طلعها في قبحه برؤوس الشياطين لأنها موصوفة بالقبح.(الثاني) ان العرب تسمي بعض الحيات شيطانا.(الثالث) : نبت قبيح يسمى رؤوس الشياطين قيل انه يوجد باليمن.

Volume: 7 (Page:94)

English:

Arabic:

قَالَ: فَنَزَلَ رَجُلٌ فَاسْتَخْرَجَ جُفَّ طَلْعَةٍ مِنْ تَحْتِ الرَّاعُوفَةِ، فَإِذَا فِيهَا مِشْطُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ مُرَاطَةِ رَأْسِهِ، وَإِذَا تِمْثَالٌ مِنْ شَمْعٍ تِمْثَالُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وَإِذَا فِيهَا إِبَرٌّ مَغْرُوزَةٌ، وَإِذَا وَتَرٌ فِيهِ إِحْدَى عَشَرَةَ عُقْدَةً فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَحَلَّ عُقْدَةً، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَحَلَّ عُقْدَةً. حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، [ثُمَّ قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَحَلَّ عُقْدَةً، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا] [ (١٤) ] ، وَحَلَّ الْعُقَدَ كُلَّهَا [ (١٥) ] .وَجَعَلَ لَا يَنْزِعُ إِبْرَةً إِلَّا وَجَدَ لَهَا أَلَمًا، ثُمَّ يَجِدُ بَعْدَ ذَلِكَ رَاحَةً.فَقِيلَ، يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ قَتَلْتَ الْيَهُودِيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «قَدْ عَافَانِي اللهِ- عَزَّ وَجَلَّ- وَمَا وَرَاءَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ أَشَدُّ» قَالَ: فَأَخْرَجَهُ.قَدْ رُوِّينَا فِي هَذَا، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِبَعْضِ مَعْنَاهُ وَرُوِّينَاهُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي أَبْوَابِ دَعَوَاتِهِ دُونَ ذِكْرِ المعوذتين.[ (١٤) ] ما بين الحاصرتين ليس في نسختي (ح) و (ف) .[ (١٥) ] أخرجه البخاري في: ٥٩- كتاب بدء الخلق (١١) باب صفة إبليس وجنوده الحديث (٣٢٦٨) فتح الباري (٦: ٣٣٤) .وأعاده في: ٧٦- كتاب الطب، (٤٧) باب السحر، الحديث (٥٧٦٣) ، فتح الباري (١٠:٢٢١) وفي الأدب والدعوات.وأخرجه مسلم في: ٣٩- كتاب السلام، (١٧) باب السحر، الحديث (٤٣) ، ص (١٧١٩- ١٧٢٠) وابن ماجة في الطب، والإمام احمد في «مسنده» (٦: ٥٧، ٦٣، ٩٦) .

Vols: Intro, 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7

Chapters